التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من أغسطس, ٢٠٠٩

كانت هناك مدينة ..

عندما امتطئ مهر الكتابة يحزنني انني ارنو اليك لتقرأني بمسمى اللامسميات الذي يصطاد ذاكرتي كلما غسلت عنها الفوضى ، وكنست مساحات التخفي عنك عمداً ، ليأسرني نفس الحنين المستفز بعد الف صلاة للنسيان . بعد كل الغرق المتعمد في دروب الضياع من احرفك ، أجامل قسراً شيوع سطوة اقوالك في دمي برغم النزيف وجعاً على مدينتي - كانت هناك مدينة - لقد أحرقتها نيران زينوس لتسرق ذاتك علها تستعيد كبرياء امرأة هزت عرشها نحيلةُ لا تمتلك سوى الحروف امتداد للحياة . أضحت حروفي خائنة سلبتها زهو الاعجاب الذي كان فى عينيك .. وعاش الرمز فى مخيلتك مرتكز للقبول واللاجدال ، وباتت الاحرف مجرد احتمال للتغيير والاكتشاف .. وضاعت ملامح انوثتي ورائحة انفاسي فى تلك التفاصيل .. واكتفيت بالانبهار فى عينيك .. فكنتَ المعجب الاوحد .. لمراسلة ترسم الكلمات صِنعة .. وتفترش الرياحين

قاسي .. جداً

أولاً الحب كلمة تختل معها موازين العادة والصحيح والخطأ.. فصل صغير رغم ان لا مبالاته كانت فوق العادة لكنني اشفق عليه ، واحن الى ما لم اراهبعد ، فوضعت حجر اساسه فى دواخلي وشقيت بحسن ظني وبانتظاري لانتمائي الى جنونه بأنثى لن يراها فى دواخلي ولا حتى فى عيناي .. حقيـــــــقة : حينما تسقط من اوجاعه الكثيرة بعض كلمات (ككوني الى جانبي) أحس ان الكون اغلق على هاتين الكلمتين فاجمع اغلى ما احمل لحلاوة قربي به ... وحينما اهرب اليه بشوقي وبكل حرارة احتضاني يبللني الجليد الذي يتمطر به صوته .. وجــــــــع : تهتز المشاعر وتعطيه الف باب للتبرير وللحضور ولاستئناف أحاسيسه التي صنعتها فى دواخلي لكنه لم يكن الا خيال وبعض وهم ، لا بل الكثيــــــــــــــــر من الوهم. يبدو أنني أرسم بريشة رسم خاصة جدا ورقيقة جدا لنحت المشاعر التي فقدت اهم عنصر لللوحة الا المجسم الذي طليت الوانه. رغم هذا الدمار والانهيار طوال شد وجذب قربه وبعده ، وضعفى وخوفى من بعده الا ان الالم مازال يتملك قلبي ويأكل من كل الجمال والعطاء فلا اجد منفذ للخروج من غباء ما يتدفق فيني حينما تستفزني عذوبة إحتياجي لرجل الصلصال الذي اختزنته سن

صدق الورَاق .. ولو بعد حين

استوقني مقال تحت عنوان ( حوار مع ورَاق ) فى كتاب للدكتور زكي نجيب محمود وهي عدة مقالات كتبت على ازمنة مختلفة وجمعت فى كتاب اسماه ( قيم من التراث ) ، بعد قراءتي لمجمل الكتاب تأكدت من المقولة التي تقول : ان الفيلسوف هو صاحب القدرة على الاندهاش .. او ان تكون فيلسوفاً يجب ان تندهش . فلقد لاحظت ان جميع المقالات التي كتبت فى قيم من التراث مضمونها الدهشة لاحداث مرت على استاذ الفلسفة سابقاً او تفاصيل الحياة اليومية مضمخة بعمق الاندهاش والتفكر معاً . فيحكي د. زكي بأنه فى عام 1963 ذهب لشراء رزمة من الورق الابيض المسطر ، الذي اعتاد الكتابة عليه ، فحينها كان عرض الورق قليل فى الاسواق فأرتفعت الاسعار وهي النظرية الاقتصادية المعروفة ( العلاقة العكسية بين العرض والسعر ) ، لكنه لم يتوقع ان ترتفع الاسعار بذلك القدر ، فلقد اعطاه الوراق رزمة لا تشتمل على اكثر من مئة ورقة بقيمة ثمانين قرشاً بقياسات 1963 . فعبر الدكتور عن تعجبه كيف لورق ابيض ان ترتفع قيمته بهذا المقدار مع مقارنة ان الكتاب الذي يشتمل على مئة ورقة لا يبلغ هذا القدر عند شرائه . وهنا كانت النظرية التي بالفعل كانت مدهشة للدكتور ولي بالتحديد ان

على من تراهن سيدي ؟

كنت فى قاعة المحاضرات " جامعة الخرطوم 2004" انتظر استاذي من اجل تكرار تفاصيل مادة بالاصح تاريخ مادة كنا قد درسناها بنفس الفحوى فى العام الماقبل المضى ، اذا بطالب يعطيني ورقة لاملأ بيانات شخصية من اجل الكتيب الجامعى ، فأستوقفتنى عبارة (كلمة منك للدفعة) للاسف لم اجد فى جميل الكلام ما يجعلني اكذبهم به ليس تحاملا على الدفعة بعينها انما لأننا كنا طلاب سوقوا منذ الثانوية بأحلام الرفاه الجامعى ، نشئوا على احلام ابائهم وطموحات اقاربهم الذين ورثونا طموح المقامات وليس الطموح الذاتي او الابداع الداخلى لكل فرد منا ، وكان الجرم الاكبر من قبل الدولة ومن قبل مناهج التعليم ومن قبل انفسنا ، ضعنا بين الجديد والمستحدث . وكان الصرح العملاق من العلم والتاريخ ( جامعة الخرطوم ) لكوننا دائما عشنا فى التاريخ المنهجى وتاريخ الحلم وتاريخ المجد ، واكتشفنا اننا لم نهيئ لا باحلامنا ولا بتعليمنا لمواجهة عصر انقلبت فيه الموازين رأساً على عقب ،لم يدعوا لنا مساحة للتحديث وما استطعنا ان ننفك من اسرنا ، ترى اكثرنا متعة للعلم وبحثا عنه تأخذك الشفقة عليه لكونه يتعاطى ما لا ينفع ويجني ما لن يفيد سواء فى مجال عمله

الرزيلة .. والخوف

خبايا المجتمع السودانى اصبحت كالبالوعات مغطاة ورائحتها منتشرة ... سأحكي عن واحدة من قصص المجتمع السودانى والخطيرة جدا ، التى تتكرر فيها النماذج مع اختلاف الوضع والمدينة والاشخاص وحيثيات القصة نفسها ... تزوجت امرأة فى مقتبل العمر من رجل شاب وجيه لا يعيبه شي وبعد قصة تقليدية من المعرفة والإستلطاف بينهما تم الزواج. وبمرور السنين والعشرة تكتشف الزوجة أن زوجها (بتاع نسوان) يضيع كل جهده ويومه فى معاشرة النساء جنسياً ويأتيها ليلا جثة هامدة، وهي تلعق ألمها واشواقها ورغباتها واحتياجاتها فى صمت ... للأسف الان هذه المرأة اصبحت حديث الناس وحارتها لكونها أضحت تُعاشر الجزار ، إبن الجيران ، الغسال وكل رجل من حولها ... هذه هى القضية التي نعاركها فى حياتنا اليومية ولكن لا يمكن ولا يجوز ولا يصرح لللسان والافواه أن تناقشها أو أن تتلفظ بها و تنطقها برغم تشوه سمعة هذه المرأة فهي لم ولن تستطيع ان تطلب الطلاق من زوجها الخائن رغم أن الشرع اعطاها هذا الحق ... بحجة الفضيحة وإطالة إجراءات القضاء والمحاكم ( الجرجير ) الى اخره من الاعذار الاقبح من الذنب . اذا جئنا الى رأي المجتمع فإنها تعيش وسط جميع هؤلاء بحجة انه