التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من يوليو, ٢٠٠٩

مفترق الطرق

ولأن هذا العام لم يأت الخريف كعادته فإني سوف أهديك الشتاء .. شتاء كلما إستيقظت منه راودتك النفس عن نفس الشتاء ( شتاء سعيد ) مقاطع الشتاء : ان يبقى لك على باب القمر مدخل للرحيل ومخرج للنفاذ هذا هو المنى .. وان تحتسي بعض قهوة للتماسك بعشق .. يلتف على ضفاف الوجع والسعادة فى دنياك .. هذا هو القليل الكثير -أقطاب السعادة التى تسكننا .. هي ليست سوى فخ للتناثر فى بقاع اللاشي واحلام العصافير .. اذا اصبحت بعض هم فهي موات لفسحة الخيال والحلم -محرقة جثث التمنيات خير بألف مرة من مقبرة السعادة -لم يعد قى القلب دم ليحيي فوضى الحس ويشعل مرجل التوهج ويمدد لوع الانتظار -انا ما رسمت على يدي خطوط قدري ولكنني غسلتهما بالجمر كي اكتب انني حبلى بأقدار ذاتي مقاطع للخريف : لا يوجد........

قلق عــــاشقة

هي ليلة لم يغمض الجفن فيها .. وحينما تأتيك الكلمات ستتناولها قهوة صباحية اذن كيف احييك ... فلنقل صباح الخير بالليل هنالك اسئلة تلتف بجدران حياتك حينما يناديك العمر والتعب والشوق لتتكئ على واحة من الامن والهناء الابدي .. اسئلة قد تخذلك فى اجاباتها الظروف او تمنحك الحياة كل تفاصيل تفسيرها .. هل بعد ان يفارقنا الصدى القديم للحب .. أنحب من جديد ام انها حوجتنا للحب ؟ هل نعطي بذات الحميمية واللهفة ام هي ردود فعل الغاية من وجودنا مع الاخر؟ هل الاخر سيُحيي فينا نبض جديد لا يُضاهي جمال ما فات ؟ وهكذا تتعالى اصوات الاسئلة وتلتف تلتف تلتف حتى تخنقك بالخوف .. والتشكك .. وضمور عضل قلبك من الفتور حينما أطلقت علي لقب "عاشقة" اضحكتني بكاءاً .. فالوصف دقيق جدا وصادق جدا ولكني أشعر تجاه هذا الشعور بالكذب . . . او فلنقل انني لا اكذب بل اتجمل ؟ هذه الكلمة افقدتني مذاق كثير من السجية الاولى للطفلة والعاقلة والصبية النضره ... اتحسس مسدسي واشهره على قلبي حينما ندعي الصدق ونحن ندري انه الكذب عينه .. هل هو الاحتياج ومحاولة التشبث من الغرق؟ .. هل هي الجروح المتراصة على رئتاي منذ بدايات الطريق المنزلق

البكر ما عوير .. إنما محقون بالتجارب الفاشلة

مع كل عام يمضي فيه عيد مولدي وآخر يأتي بعمر جديد احاول ان انظر لكل هذه السنوات بشى من التفحص لكي لا تغيب عن الذاكرة دونما دراسة كامله للوجه المشرق والسلبي للإبن البكر . فحينما يسألني احدهم عن ترتيبي فى أسرتي أجيب ( البكر) وأًعقب ( لكن ما عويره ) .. الابن الاكبر او البنت الكبرى وتجارب الفشل من الوالدين. كثير من التجارب تفشل نسبةً للدلال الزائد فهو مؤشر خطر لمراحل متأخرة للجنسين ،أيضاً الصرامة والغلظة تؤدي الى تأثيرات نفسية للطفل تجاه والديه ، لكن الفشل الذي اعنيه ليس فى سلوكيات الابن أوالابنه انما فى تأثيرات التربية على المدى البعيد في تفاصيل يمارسها الأباء ولا يدركون عواقبها. فالبنت الكبرى مثلا هي ضحية لفشل الام السودانية فى تحديد سلوكياتها تجاه ابنتها فدائما تريدها متميزة ، ست بيت ممتازة ، شاطرة وفى ذات الوقت مطيعه جدا على حساب كل الذى سبق .. أما الابن الاكبر هو سند ابيه ودائما يحاول ان يغرس فيه ويطبق معه خشونة التجارب وتعليمه الصرامة فى التفكير لكي لا تنكسر شوكته فى المجتمع ، لكن يبدو ان ابائنا كما قال احد الدعاة يحاولون تربيتنا لننفعهم هم وليس لتنضج انفسنا .. فتربية الفتى اوالفتاة ف

أدب .. طويلات الأظافر

احلام مستغانمي قلم أثبت حضوره عل الساحة الادبية منذ تسعينيات القرن الماضي ولكن يبقى السؤال لماذا لم تستطيع كثير من النساء الاديبات فى الوطن العربي ان يكتُبن عن القضية بقدرغذارة احلام مستغانمي في التعبير عن وجعها نحو وطنها الجزائر رغم أنها من صاحبات أدب طويلات الأظافر اللاتي تشربن بثقافة المهجر والثقافة الغربية.؟!! سيدة جزائرية تاريخها يحكي عنها ، مفضوحة الزكريات عن ارض المليون شهيد وعن اب لطالما ناضل من أجل حرية اللغة العربية فى بلاد أذاب العجم فيها لغتهم وتاريخهم حتى معالم خريطة واحلام الشعب الجزائري اصبح ملتصقاً بفرنسا . استطاعت روايات احلام الناطقة بالحقيقة والحب والخيانة ومدينة قسطنطينة ان تتلكئ على دفاتر التاريخ والشهداء وان تلون واقع يتخلله الحب وحرية الجسد وعبودية الروح لثقافات الغير ، وأسر الحاضر فى بطولة الماضى . خيانة السياسة لتاريخ الجزائر هى ما نقلته احلام عبر تعفن الجثث ومن اصبحوا مرتزقة السياسة ونسيوا وتاجروا ببطولات الحرب والقضية الجزائرية من اجل المال والسلطة فأصبحت المبادئ شئ لا يذكر في سماء الجزائر بين العامة واهل السياسة . اصبحت سابقة لنساء الجزائر ان تحكي عنهن امرأة

كلمات لصديقة تعاني ...

ولعلمي ان الكلمات لا تداوي ... ولعلمي ان العبارات هي بعض مما تحرضنا عليه الذاكرة لنعبر عن ماسينا ... ولعلمي أننا نسترخص المشاعر حين نتوهم خروجها منا .. ولكن كان لابد للحرف ان ينطق ، كان لابد للوجع ان يتحرر من قيود التفكير والتخمر الذي يذوبه كل يوم اكثر في مساماتنا . لك يا صديقة أخط هذه الحروف التي ادري بساطة وسزاجة كتاباتها مقارنة بدموعك المسكوبة على أحلى زكريات العمر .. اعلم إن الرحيل من أسر الوداد هو خطير جداً كحد الخوف من فراقنالأنفاسنا ذات ليلة فُجاءة ... أحس الوخذ من خلال ذلك الصوت المشحون والمعبئ بهزيمة الاحلام الرائعة ... سلبته الايام نكهة تعطره التي تدهشنا كلما استنشقناه ... ويستلبنا ذاك النداء الداخلي بأن غداً هو يوم له .. واليه . لكن يا غالية ما كتبه القدر هو لتأريخ الذكريات وللشعور بالقادم من المستقبل كيما نعيش فضاءات دنيانا أجمل ، أعمق وأحلى برغم الجرح .. برغم المرارات .. فلن ينفع الهروب مما نحن فيه .. طالما ان البحر أمامنا والمحيط خلفنا إذا لابد من ان نبحر ضد التيار .. ونرغم مآقينا ان تجف .. وكبح تنهداتنامن أجل اللصمود امام الماضى .. لا يمكن لأي آخر أن يُسعدنا لأن القلب ل

غولٌ.. يضاجع أنثى

لماذا نكتب بالرموز طالما نريد ان نوصل ما تئن به الدواخل ؟ لماذا يستشف فينا الاخرون طعم السعادة ونحن محترقون حتى النخاع ؟ لم كل هذا الزخم من النفاق والمجاملات طالما نحن لا نريدها ؟ الى اين دائرة الاقنعة التى لا تُقنِع ؟ ... الى متى هذا الخوف من المصداقية مع انفسنا ، والشعور بأن الكلمات الفاضحة خلقت لإدانتنا ؟ عندما قرأت بنهم موسم الهجرة الى الشمال كنت افكر في مغزى هذه الرواية ، واحاول وانا فى الثانوية ان يبحر بى عقلي المشوش الى دائرة تبرر موقف مصطفى سعيد تجاه اي امرأة عرفها او عاشرها ... فى نهاية الامر حاولت ان ادرك ان مصطفى سعيد هو افريقي عربي رمز للمستضعف المستغل من قبل البيض ومن قبل الاستعمار وجلادونا وسارقوا اوطاننا ... ومنتجي هذه الازمات التى نعيشها الان . ف استهوتني كثيرا رمزية الطيب صالح واخذتني بعيدا الى حين الدخول فى متاهات هذه الرمزية التي بقدر ما تولد ابداعا بقدر ما تخلف الفوضى للقارئ وللكاتب نفسه . قرأت كثيرا من النصوص الرمزية التي يخلقها الكتاب والشعراء خاصة وهم فى مواجهة جلاد لا يفقه للرمزية ولا للكلمة غير الانتقام ... وبالنسبة للكاتب هي مساحة تنفس من خلف الاقنعة ، خوفا من

إمرأة .. لا تصلــــح لرجل واحد

عندما نكتب ليس بالضرورة ان يكون للكلمات دور الشافي او مخفف اللامنا .. وعندما نشعر ايضا ليس بالضرورة ان تكون الاحاسيس مرسى للنهايات الجميلة .. فاكتشاف لون السعادة بين الاسود والرمادي هذا لا يعني اننا غريبي الاطوار او متهاكلين في حرائق التشاؤم والعنف انما لُب الحقيقة ما نشعره وبعضها ما لا نستطيع ادراكه هي ليست مجزرة لللااخلاقيات .. ولا بعض التهذيب .. انما هي فوضى قد تعتلي من شاهدوا اكثر ممن مارسوا فللمشاهدة حس الحقيقة ولكن ليس بالضرورة التمتع بها .. لن يكون هذا النص او هذه الكلمات بوضوح العنوان ولن تكون ايضا كتابتها بالسلاسة المبتغاه .. حينما نجلس مجلس القضاة الى ماذا نلتفت الى الانصاف ام الى الادلة ام الى مشاعر متهم قتل ذاته قبل المجتمع ؟ .. وقد تكون هذه الجلسة السرية في محكمة ما بين الهواجس والذات والحق هي قمة الخوف .. لمن يدرك معنى العدالة وسيادتها حتى على رؤوس الشرفاء .. فى مداولة حيثيات القضية كان للحق دوما شئ من الصرامة ومن الجمود كان يشع بالادلة وبالمصداقية النصية .. وكان للهواجس لون التحور والتعقيد والمداخلات المُخلة بفلسفة القانون .. اما الذات فهي نافذة الجريمة ومنفذتها ومن سقطت

صداقتـــنا ..

فنجان قهوتي خاص جدا لهذا المساء .. مساء لا يشبه مساءاتكم او قد يمسها ببعض حنين ولكن مسائي أهديه مغلف بالصدق ويحوي بداخله روح افاحت بعطرها فى سمائي انا وصديقي .. مدينة يسكنها النخل فهو يسمو دوما ، ويحنو حينما يهتز بثمره راضيا صديقي وانا.. إتفقنا على دستور للحياة لا يشبههم ولا يفرقنا حتى - وان كنا نرغب- دستورنا للأمانة ما بين الحب والمتعبِد فيه ، وبين الشفافية وانصارها فهو يعلم اننى حينما اكتب نص عن أحدهم هذا يعني نعيه للذلك رغم لهفته بأن يرى ملامحه فى نصوصي الا انه يستحلفني الا اكتب نصه .لا تخف فأنت دوما خارج النص ، ومانح القلم المداد لم يمضِ عامٌ بعد .. وما ذال الحنين اليك في صفحاته الاولى .. مشوار لن يكتمل فأنا أخاف عليك دوماً من منطقة الوسط ومشارف النهايات فجميعها تنبئ بختام .. وانت لا نهاية لك أتذكر يا صديقي من أهدتني بغيابها مكان للتمدد اتذكر من كشفت عنك النقاب .. وفاجئتني بك هي صاحبة فالس الوداع .. تلك الندى التى جاءت لتمسح على وجهينا ذات صباح .. فلسعتها اشعة الشمس ورحلت لا أدري لماذا كلما يمر بيننا عيد يشبهنا او خاصتنا اراها حاضره حضورك فيَ "عارف" ندى لم ترحل .. لأن حدي

سقف الطـــموح

من المعروف ان لكل بناء قاعدة يرتكز عليها الوجود فالمولد هو قاعدة الموت والموت هو سقف الحياة وبعدها يتحول دفتر البني آدم الى الارشيف . ولكن هل للمعرفة سقف ؟ وهل لطموح الفرد سقف؟ سؤال يؤرقني في كل عيد وفى كل مناسبة يباركك فيها الأهل بالأماني التقليدية( إن شاء الله السنة جاية في بيت عدلك ، ان شاء الله عندك تيمان) وهذه أكثرها تكراراً ولكن نادرا ما تجد من يطلق لك عنان الامنيات ويٌخيرك فيما تريد. أهلنا مولعين بسقف الاشياء من اصغرها الى أكبرها قدراً. وهذه الورثه تلاحقنا حتى فى مناهجنا وثقافتنا وسلوكياتنا فسقف المجتمع التقاليد وسقف المحبة الزواج وسقف العلم الدكتوراة وسقف الغنى المليار .. ولكن ماهو سقف السعادة ؟ ماهو سقف الرضا ؟ ماهو سقف العلم ؟ ماهو سقف المرأة ؟ . هذا السقف الذي يحول بيننا وبين العالم الشغوف باللانهائيات وباللاميتافيزيقية ، فالرعب من الموت لم يوقفهم من استنساخ رجال ونساء ، الخوف من المرض لم يمنعهم من العيش بالألم ومحطاته ، ولكننا كمثال على ضعف مقدراتنا فى البحث والتطلع نوقف ذبح الضحية من أجل إشاعات لا صحة لها وجيراننا يتمتعون بشواء اللحم فقد تخيروا الخراف الصحية . دائما نوقف ح

الورقـــة الزرقــــاء

استيقظت ذات صباح كانت فيه كل الاشياء كما هي العادة بعضها ذا وجه أنيق والآخر لا يبشر بأي نكهة للسعادة. كان إستيقاظي بحثا عن لون مشرق وجديد بين خيوط الشمس الحارقة ، فربما لو إستطعت الخروج من فكرة الإحتراق وحرارة الشمس وكل التفاصيل السخيفة التي نرددها على مدار العمر لربما وجدت ضالتي في نهار يبعث برؤية مختلفة للمحبة والإطمئنان. وانا إهم بركوب سيارتي وجدت على الزجاج الامامي بين الممسحة ورقة يبدو ان احدهم وضعها لكيما أنتبه. لا ادري هل فعل مع كل السيارات في الحي ذات الأمر ام انه يعلم ان كل فكرة تُكتب تهمني وتستهويني حد الإعياء . ورقه زرقاء تفهم من طباعتها ان صاحبها لا يجد الكثير من المال لكيما يجود طباعته ، ولكن لا تقلق يا حامل الأوراق هذا حال بلد بأكمله ليس فقط صانعي المنتجات وحدهم بل الجميع لا يبحثون عن الجودة . كان محتواها إعلان عن مساعدة اليتامى وكما هي العادة الإستجداء ، الآيات الشريفه ، والكلمات الرقيقة وأرقام للهواتف التي تحمل فكرة جديدة تشبه العصر وهي التبرع عن طريق الرصيد. قرأتها وأنا اسأل نفسي ما هو اليتم وما معنى أن تبقى بلا والدين ؟ من الذي يعاني حقيقة من فقدان الإقرباء ، إذا كنا

أمـــي .. ولـــــكن !!!

عندما يتحدث الأخرون عن عيد الأم أتذكر أيامنا فى الثانوية حيث كنا نجلس فى شكل دائرى ونتحدث عما فعلنه بنا أمهاتنا .. من تفاصيل ، وغضب ، ونقد . كل فتاة منا كانت من مجتمع ، وتربية ، وموازين مختلفة عن الأخرى ولكن جميعنا كنا نعاني من تربية الأم السودانية. وفي كل صباح كانت تنضم الى حزب النقاش فتاة جديدة .. وكنا نكتشف أن الامهات السودانيات مهما اختلفت مستوياتهن العلمية او البيئية فهن من حواء سودانية واحدة بمعايير ثابته .. حتى اننا دُهشنا حينما أكتشفنا أن حتى الفاظ (التجريح، والزجر والعقوية) متشابهه اذا لم تكن متطابقة . ورحمة الله عليه دكتور عبدالجليل كرار"مدير مدرسة المنار الجديد بنات" كان يأتي ليجلس معنا ويطلق علينا ( جمعية مناهضة الأم السودانية ) فكنا نعترض على لفظ الأم ونضيف (تربية الأم) السودانية .. من الجانبين تربيتها هي كفتاة ، وحينما تغدو مُربية . كنا نفتتح النقاش بملاحظات أو أسئلة صغيرة مثل ( تفتكروا في زول فى السودان بكره أمه ؟ ) كانت الاجابة المعتادة لا وكان السؤال الذي يليه لماذا ؟ كان الرد .. بعد صمت طويل للبحث عن مبرر، وخوفنا منه نقول لأنها بإختصار أم .. السؤال الذي يليه

تــــأريخ الظــــل ...

منذ المرحلة الإبتدائية وانا أعشق مادة التاريخ وأحكم على السنة الدراسية ومدرسيها، وبقية المواد بأستاذ/ة التاريخ فهو الذي يجعل للماضي حضور وللزمان هيبة الأحداث .. وفي إعتقادي أنها شخصية ذات عمق وبعد فى معرفة الحاضر والمستقبل لذلك كنت من اكثر الطالبات سؤالاً عن التفاصيل .. كان حدسي يخبرني أن لكل حقبة فى منهج دراستنا بها خبايا لا يحق لنا معرفتها لكوننا تلاميذ .. كما يفعلون بنا ونحن صغار حينما نُكثر من الاسئلة المعقدة فيجبوننا بإجابة واحدة ( انته صغار لسه.. بكرة تكبره تعرفه ) .. ولكن للأسف اكتشفت أن هذا الغد لم يأتي ولن يأتي فالتاريخ تم العبث به من أجل مصالح المنهج السياسي .. فهو منهج تنظيمي وليس منهج تعليمي ..فيغمرني حزن كلما اكتشفت أنه تم تلقيننا الأدب والتاريخ والعلوم على وجهة الحكم .. فكما رسخوا فى اعماقنا المهدية وبجلوا صورة المهدية فى أحد أبواب التاريخ قلصوا صفحات تاريخ الجنوب بعدد من المقالات .. فى مرحلة الشهادة الثانوية تناكفت كثيراً مع استاذي حول لماذا لا نُجوِد قراءة الفصل الاخير عن الجنوب فيجيبني برؤية تجارية بحته ( عشان المقالات المتوقعه فى الامتحان معظمها من الفصول الاولى) ..

تفاصــــيلُ أحـــلامنا

ما ذنبنا اننا مشحونون بأحلامنا ولكن ذنب هذه الاحلام التي أبت الا ان تحركنا مع كل طرح فكرة فضفاضة اما فى العين او الخاطر … مجتمعنا علمنا أن نقسو على كل حلم جميل لخوفهم الدائم من انهيارنا امام الاف العقبات لتحقيقه ، لذلك اصبحت دواخلهم اكثر واقعية واشد احباطاُ .. حينما صعدتُ لإول مرة على خشبة المسرح وكوني أقصر طالبة فى المدرسة الإبتدائية لإقدِم البرنامج الصباحي بلغة بهرت اساتذتي ، كان الحلم يكبر حينها وصار كالبالون من يومها فكنت أبتدع صور الطبيعة فى خيالي لأدخلها فى تفاصيل دنيانا وأُزين فقرات البرنامج بالكثير من لوحات الطبيعة الزاهيه. كانت كل البرامج التى كتبتها تحتوي على الصور الجمالية فمرة ابحرنا ، وتارة علقنا بأشجار الغابات الإستوائية … وغيرها من عوالم الطبيعة . متناثرة دائما الأمانى ولكن متسلسلة تلك الاحلام لا تفارق الروح ولا العمر ولا مراحل التحضر ، قد تزداد وتضرب جذورها فينا ولكن لا تُمحى من تضاريس ذاكرتنا … أجمل مافى الاحلام انها تعيشُك مميز ، تجعل دنياك ذات ألوان خاصتك ، دروبك مختلفة ، حتى حديثك مع الآخر مختلف .. "لمن غنيت مع الكورال فى الجامعة وانا بغني فى يا سليم الذوق لسيد

ما بين الصفوة .. والعامة

في عُرفْ الطبيعة تنهمر الشلالات من الأعلى للأدنى وتجُود الجبال بعلوها وشموخها على السفح. العلو بالنسبة لي لا يعني الرِفعه ولا المكانة – كما نصفه في ثقافتنا العربية - إنما شأنه شأن اي رزق يجريه الله على العباد إن كان فى جاه او سلطان او فى حكمة وإبداع. يتحدث "المثقفاتية المثاليون" فى كل ابحاثهم الأدبية والفكرية عن المساواة والعدل ما بين الطبقات في المجتمع ، كما يبحثون في كيفية تحقيق التكافؤ بين الكادح والمُنعم وما بين العامة والصفوة ، ولكنهم للأسف نسيوا الأمر الأهم والأخطر والأجدى أيضاً الا وهو تحقيق الموازنة الفكرية والتثقيفية ما بينهما ، فما يجمع العباد عند الله تعالى فى عبادته هو العقل والتدبر. إذن دعونا نتسائل ماذا فعلت عقول الصفوة في مجتمعنا للإرتقاء بالعامة البسطاء من أهل بلادي ؟ وهنا تتفاوت المعايير والمقاييس بين كل صفوي وكل عامي. ما هو الفرق ما بين صاحب المؤلفات المتراصه على المكتبات ولا يقرأه الا من هم بمستوى عقليته ، وما بين الذين كلما يحصدون علما يزرعونه فى غيرهم . إن دورة الحياة لا تنتهي فالله تعالى جعل ارتباط العلم ببعضه متيناً ، وما بين العقول يجب أن يتوارث ويتصل